أتنشق الآتي بمنظار مكبر
يتحول الأسود إلى تدريجات الرمادي الفاتح
فأتنهد مطمئنة
ثم ما ألبث أن أسمع صوت خطواتك المسرعة على الأسفلت المبتل
أجري
مطارِدة أم مطارَدة، لا أدري
أعلم أنك كنت تخبز حزني
على نار رغبتك الملحة
وأنك كنت تقتاته
في ليلك الصاخب
الوحبد
أتمنى أن تموت وحيداً
محتضناً قطرات دمي المتخثر
وأتمنى أن أقبل شفتيك الباردتين حينها
لأجدهما مالحتين
سألحس ملح دمعك لآخره
وستكون تلك لمحة الرحمة الوحيدة والتي جاءت متأخرة
في حفرتك العميقة، الصماء
تمنيت دوماً لو أنك لحقتني
في ذلك الزقاق المظلم الطويل
لو أن برودة نصلك اخترقت لحمي أخيراً
لو أن يديك تلطخت بدمي
حينها كان شبح صرختي ليسكنك أبداً
لكنك لم تفعل
ظل صوت خطوتك
يموج في موتي اليومي
في دمي
لن أنتحب
لسنا في عصر النحيب
سأصرخ
لأجلي، ولأجلك
مرتين
وكفى
كفى حباً
كفى حياة
وكفى موتاً